محافظات الشمال
محافظة اربد
تمتاز اربد (أرابيلا) ، عروس الشمال بأنها من أجمل المدن الأردنية، يبلغ عدد سكانها حوالي (650) ألف نسمة، وتقع في منبسط من الأرض على بعد (65) كم شمال العاصمة عمان، وهي في الجزء الشمالي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، وتحيط بها السهول الزراعية الخصبة من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية، و التي سميت قديماً بالأقحوانة نسبة إلى زهرة الأقحوان فيها، وشهدت اربد استيطانا بشريا قبل حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد لكل من الحضارات الآدومية والغساسنة والعربية الجنوبية، وميزتها الحضارات الاغريقية والرومانية والاسلامية، ولقد خلفت تلك الحضارات في محافظة اربد المواقع الأثرية والتاريخية، ونشأت المدن الاغريقية الرومانية مثل اربد "Arabella" وبيت راس "Capitolias"، والحصن "Dion"، وأم قيس "Gadara"، وطبقة فحل "Pella"، وقويلبة "Abello" وتعتبر هذه المدن من مدن التحالف العشر (الديكابولوس)، وقد اسس الغساسنة دولتهم في شمال الأردن في منطقة اربد والجولان وسهول حوران، و وصفت بأنها من أجمل البلاد الشامية و بها أرزاق العساكر الإسلامية، وقد انتشرت المسيحية منذ القرنين الثاني والثالث الميلاديين
محافظة جرش
ترتفع هذه المدينة قرابة ستمائة متر عن سطح البحر ويعود تأسيسها إلى سنة 1878 عندما سكنتها جالية شركسية وهي تبعد عن عمان 48 كيلو متراً.
ويعود تاريخ هذه المدينة إلى تأسيسها في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد لكن بعض الآثار فيها تبين مدينة من العصر البرونزي نحو 500ر2 قبل الميلاد. وتعود بعض الآثار التي اكتشفت في شمال جرش إلى العصر الحديدي أي عام 1000 قبل الميلاد.
وقد نعمت هذه المدينة بالهدوء والاستقرار والسلام وتأثرت كثيراً بالحضارة الرومانية وأصبحت من المدن العشر وتعاقبت عليها العصور وانتشرت فيها الديانة المسيحية حتى أصبح لها في عام 451 أسقفاً. ثم احتلتها جيوش الفرس ودمرت كنائسها . ووصلها العرب المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة في زمن الخليفة عمر وسيطرت عليها وذلك في عام 635 ميلادياً. لكن الزلازل المتلاحقة التي ضربت تلك المناطق أدت إلى انهيارها الكامل.
وكتب عنها ياقوت في كتابه (معجم البلدان) قائلاً:
جرش، هذا اسم مدينة عظيمة كانت، وهي الآن خراباً. حدثني من شاهدها وذكر لي أنها خرابة وبها آبار عادية، تدل على عظمة. قال: في وسطها نهر جار يدير عدة رحى عامرة إلى هذه الغاية. وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران، ومن عمل دمشق وهي في جبل يشتمل على ضياع وقرى. ويقال للجميع جبل جرش، اسم رجل، وهو جرش، بن عبد الله. ويخالط هذا الجبل، جبل عوف. وإليه ينسب حمى جرش، وهو من فتوح شرحبيل بن حسنة في أيام عمر"
وبقيت جرش مجهولة حتى عثر عليها سائح ألماني سنة 1806 وفي سنة 1878 أرسل الحاكم التركي مجموعة من الشركس للعيش فيها.
أما وصف آثار هذه المدينة القديمة فقد كشفت الحفريات عن سور كان يحيد بالمدينة يبلغ امتداده خمسة كيلومترات ونصف وأما عرض السور فمن مترين إلى ثلاثة أمتار ونصف. وقد أمر الأمبراطور ترايانوس بشق طريق من مدينة بصري ألى البحر الأحمر عرفت باسم طريق النصر. وقد جاءها الأمبراطور أدريانس (117-138) في طريقه لاحتلال بصرى الشام وقد أحسن الإمبراطور معاملة أهل المدينة مما دفعهم لأن يبنوا له قوساً إكراماً له والذي قاوم عاتيات الزمن وبقي قائماً حتى يومنا هذا. وطول القوس 37 متراً وعرضه 9 أمتار ويبلغ ارتفاع البوابة الرئيسية الوسطى عشرة أمتار وعرضها خمسة أمتار تقريباً.
وإلى الغرب من قوس النصر تقع البركة وهي عبارة عن مستطيل طوله 150 متراً وعرضه 55 متراً وعمقه 12 متراً وفيه أربعة مصارف والمتجول بين آثار جرش سيجد المدرج الروماني الواقع شمال البركة ، والمقبرة ن وهيكل زفس ثم سيصل المدرج الكبير والذي يقع للشمال الغربي من هيكل زفس ومقاعده في الجنوب مما يحمي المشاهدين من أشعة الشمس.
محافظة المفرق
محافظة المفرق هي ثاني أكبر محافظات المملكة الأردنية الهاشمية من حيث المساحة بعد محافظة معان، تقع في الشمال الشرقي تصل المملكة من الشرق الاقصى بالجمهورية العراقية عن طريق حدود الكرامة ومن الشمال بالجمهورية السورية عن طريق حدود جابر.
كان اسمها سابقًا الفدين، وتحتوي على مناطق أثرية عديدة من أهمها أم الجمال. وهي ذات طبيعة صحراوية من الشرق غنيّة بالمياه الجوفية تمدّ المملكة بمحاصيل الخضروات والثروة الحيوانية. أمّا من الغرب فهي ذات طبيعة خصبة منتجة لزيت الزيتون.
عاصمتها مدينة المفرق ويسكنها حوالي 253 ألف نسمة (4.5% من سكان الأردن).
محافظة عجلون
على مقربة من جرش، تقع مدينة عجلون الشهيرة بقلعتها التاريخية التي تسمى أيضاً قلعة الربض، و تجذب هذه القلعة أعداداً كبيرة من الزائرين لما لها من قيمة تاريخية، فقد بناها عزالدين بن أسامة بن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي ما بين عامي 1148 – 1185 لتقف على وجه التوسع الافرنجي الصليبي و تحافظ على طرق المواصلات مع دمشق و شمال سوريا.
و يعرف الجبل الذي اقيمت عليه القلعة بإسم جبل عوف، نسبة الى بني عوف الذين أقامت عشيرة منهم في هذا الجبل أيام الفاطميين. أما المدينة فإنها تحمل اسم راهب كان يدعى عجلون و يقيم في دير قديم في المنطقة.
للقلعة شكل هندسي مربع، و لها اربعة ابراج يتكون كل برج منها من طابقين، و قد أضيف البرجان الواقعان الى يمين المدخل الحالي للقلعة بعد معركة حطين، و كذلك الخندق المحيط بالقلعة الذي تم حفره ليكون خطاً دفاعياً. و يقع مخزن المياه الكبير على يسار المدخل، و هناك خمسة مخازن أخرى للمياه داخل القلعة التي تتنوع فيها الأبنية الداخلية و الردهات و الغرف.
بالإضافة الى القلعة تتميز عجلون بجمالها الطبيعي، و غاباتها الكبيرة، و طقسها الرائع صيفاً، و وفرة منتجاتها من الزيتون، و كافة أنواع الخضار و الفواكه.
و يمكن للزائر الوصول الى عجلون بسيارته الخاصة أو السياحية، كما يمكن الوصول اليها بواسطة الحافلات العامة التي تسير رحلات منتظمة بين عمان و عجلون، و تنطلق من مجمع العبدلي في وسط العاصمة، و تنقل الركاب بأجور زهيدة.
محافظات الوسط
محافظة البلقاء
تقع مدينة السلط إلى الغرب من مدينة عمان حيث حبتها الطبيعة بخضرة خلابة وبمياه ينبوع جاد بمياهه العذبة والصافية لارواء ظمأ الانسان. وكانت السلط مركزاً لأسقفية تابعة لمدينة البصرى أولاً ثم لمدينة البتراء في العصر البيزنطي. وفي زمن الصليبيين فرض ملك القدر بودوان الأول الضريبة على جبل عجلون وعلى مدينة السلط وضواحيها. وقد احتل المغول المدينة ودمروا قلعتها فأعاد بيبرس بناءها سنة 1266 ثم دمر إبراهيم باشا العثماني القلعة مجدداً عام 1840 ولم يبق إلا الشيء القليل من أساس بنائها.
ويصعب الاستدلال على تاريخ السلط القديم من آثارها والموقع الأثري الوحيد هو القلعة التي بناها السلطان المالك سنة 1220 وتحتل مكانها في الجهة الشمالية الشرقية وتوحي أساساتها الباقية أنها من العصر الروماني.
وإلى الجنوب من مدينة السلط مرتفعاً يعرف باسم تل الجادور أقيم على مقربة منه معبد صغير للنبي "جادور" وتتدفق إلى جنوبه عين جادور وتتدفق عيون أخرى في المنطقة وقد أقيمت على هذا التل في الماضي مستوطنة يعتقد أنها هلينيه وعثر على بقايا فخارية يعتقد أنها تعود للعصرين الروماني والبيزنطي.
وللمدينة على الأقل مقبرتين تقع الأولى على المنحدر الشمالي وفي الوادي المجاور له والمقبرة الثانية في مكان يعرف باسم سارة في وادي شجرة. وامتازت مغارة هيئت خصيصاً لتكون كنيسة للأموات في العصر البيزنطي تحمل جدرانها رسومات دينية . وقد اكتشفت قبور رومانية أخرى على بعد ثلاثة كيلومترات الى الجنوب الشرقي من مدينة السلط وباب حجري ضيق. ويعود تاريخ هذا القبر الى القرنين الثالث والرابع للميلاد.
أما في ضواحي السلط وعلى الرغم من أن علماء الآثار لم يقوموا حتى الآن بحفريات منسقة ومن أهم تلك الأماكن الأثرية خربة السوق وهي على بعد أربعة كيلومترات جنوب مدينة السلط، وخربة أيوب وخربة حزير وخربة الدير ومسجد النبي هوشع الذي يقع إلى الشمال الغربي من مدينة السلط. ويعود تاريخ المسجد ألى ثلاثة أو أربعة قرون فقط ، كذلك هناك خربة زي ومدينة صافوط وعين الباشا .
والسلط وضواحيها غنية بجمالها وبكثرة مياهها وكثرة مواقعها الأثرية إلا أن تفاصيل تاريخها البعيد لا تزال مدفونة في أعماق تربتها.
محافظة الزرقاء
تعتبر مدينة الزرقاء، ثاني مدن المملكة الأردنية الهاشمية بعد العاصمة عمان من حيث عدد السكان والنشاط الاقتصادي العام وهي مركز محافظة الزرقاء.
تقع الزرقاء شمال شرق عمان وعلى بعد عشرين كيلومتر منها، وتتميز بموقعها الجغرافي المتوسط بين مدن المملكة وعلى شبكة مواصلات دولية تربط الأردن بالدول المجاورة.
تبلغ مساحة الزرقاء 60 كم مربع وعدد سكانه700 ألف مواطن، وهي ذات مناخ صحراوي جاف صيفاً قليل الأمطار شتاءً وتتوفر فيها البنية التحتية الأساسية للخدمات ولهذا تعتبر الزرقاء العاصمة الصناعية للأردن حيث تضم 52% من الصناعات على مختلف أنواعها وتشكل على الدوام مركز جذب للسكان من كل أنحاء المملكة، وهي مدينة الجند والسواعد القوية المنتجة.
تأسست بلدية الزرقاء عام 1348 هجرية الموافق 1928 ميلادية وتكون أول مجلس بلدي فيها آنذاك من خمسة أعضاء برئاسة المرحوم بهاء الدين عبد الله. ويعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الروماني والذي بنيت قلعة قصر اشبيب على أنقاضها. ويقع في ضواحي حي الزرقاء بعض المواقع الأثرية مثل العالوق وهي مدينة بيزنطية على بعد 26 كيلومتراً غرب الزرقاء، وخربة السمراء التي تقع إلى الشمال من الزرقاء والتي تدل الآثار فيها على أنها كانت موجودة في القرن الخامس الميلادي وعثر فيها على حجارة بازلطية عليها كتابات باليونانية والسريانية، و قصر الحلابات الذي يقع على بعد 31 كيلومتراً عن الزرقاء على الطريق المؤدي إلى المفرق، وأخيراً قصر حمام الصراح ويقع
على بعد ستة كيلومترات شرقي قصر الحلابات وقد بني زمن الأمويين ورممته مؤخراً دائرة الآثار العامة.
محافظة عمان
ترتفع مدينة عمان 750 متراً عن سطح البحر وترتفع جبالها 918 متراً .
ظهر العمونيون في الأردن في سنة 1250 ق م وعاشوا حياة البداوة وكونوا دولة قوية امتدت حدودها من الموجب جنوباً إلى سيل الزرقاء شمالاً ومن الصحراء شرقاً إلى نهر الأردن غرباً وكانت عمان عاصمة مملكتهم . وبحكم موقع عمان الجغرافي الاستراتيجي طمع فيها الغزاة فتعرضت مملكة العمونيين للغزو والدمار لكنها كانت تضمد جراحها وتعيد بناء مدنها. وكان "طوبياً العموني" آخر ملك حكم دولة العمونيين وارتبط اسمه بآثار عراق الأمير وقصر العبد في وادي السير. وبعد وفاة الاسكندر الكبير عام 323 ق م تفرق ملكه فخضعت سوريا للسلوقيين وحكم البطالسة مصر وفلسطين والأردن وأثناء حكم بطلماوس الثاني فيدلفوس (285-247 قبل الميلاد) حملت عمان اسم فيلادلفيا وبدأت تنعم بالحضارة اليونانية.
أما الأنباط فقد أصبحت دولتهم الواقعة في الجنوب من الأردن قوة عظمى وسرعان ما رغبوا في التوسع لحماية الطرق التجارية. احتلت الجيوش النبطية عام 90 قبل الميلاد المنطقة الشمالية من الأردن والمنطقة الجنوبية من سوريا وأصبحت عمان تحت حكم الأنباط.
وفي عام 63 قبل الميلاد ضمت مدينة عمان بعد أن احتلها الرومان إلى مدن الديكابوليس العشرة .
وتشكلت المقاطعة العربية في 22 آذار سنة 106 ميلادية بعد قضي على دولة الأنباط وبدأت عمان تنعم بالعيش بأمان واستقرار فأقيمت فيها الشوارع الجميلة والمدرج والهيكل والحمامات والسوق وميدان سباق الخيول وارتفعت قلعتها بين أسوار رائعة من حجر تضم برجاً عند كل زاوية لحمايتها. وفي سنة 114 انتهت الطريق بين بصرى وعمان مروراً بمدينة جرش. ثم أتت العصور البيزنطية فبنيت الكنائس وتمتعت بفترة من النشاط الديني المسيحي .
واستولى على مدينة عمان سنة 636 ميلادية الخليفة الأموي يزيد بن أبي سفيان واعتنى الأمويون أيما اعتناء بعمان وبنوا فيها مساكن وقصور في الصحراء وعندما جاء العباسيون ونقلوا عاصمتهم إلى العراق أهملت عمان وضربتها بعد ذلك هزات أرضية وغاب ذكرها تحت غبار الزمن إلى أن زارها عام 1812 العالم بوركهارت.
محافظة مأدبا
تقع مأدبا إلى الجنوب من مدينة عمان على بعد 33 كيلومتراً منها وترتفع حوالي 774 متراً ولفظ مأدبا آرامي (سرياني) وتتمتع مدينة مادبا بخصب تربتها وعلى الرغم مما اكتشف فيها من آثار إلا أن الكثير الكثير لا زال مدفوناً في جوفها . ويرجع تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحديدي الأول (1200-1160) قبل الميلاد والذي يدل عليه اكتشاف قبر على مقربة من التل يعود تاريخه إلى ذلك العصر. وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كانت مأدبا مدينة موآبية إلى أن استولى عليها الأموريون وأحرقوها. ثم حكم مأدبا في القرن التاسع قبل الميلاد ملك اسمه ميشع والذي جعل ذيبان عاصمة له فطرد الغزاة ورمم المدن
محافظات الجنوب
محافظة الكرك
يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحديدي نحو سنة 200ر1 قبل الميلاد وتعاقب عليها المؤابيون والأشوريون والأنباط واليونان والرومان والبيزونطيون . وكان للمدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لما لموقعها الاستراتيجي من دور في الحيلولة دون اللقاء بين عرب الشام وعرب مصر ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجاج. وكان ملكها أرناط محارباً شرساً مغامراً ووجه صلاح الدين ثلاث حملات للكرك حتى تمكن في عام 1188 من احتلال القلعة الحصينة وكان أرناط متحصناً فيها يخشى الخروج منها لكنه لقي حتفه في معركة حطين ووقع أسيراً فضربه صلاح الدين بسيفه ولقي حتفه. وازدهر الكرك في عهد الدولة الأيوبية أيما ازدهار فتجددت أبواب القلعة وترممت أسوارها وأعيد بناء قراها واهتم بزراعة الأشجار والينابيع .
بقيت الكرك تنعم بالإزدهار والطمأنينية على الرغم من الخلافات التي اشتدت بين السلاطين الأيوبيين وتعرضت المنطقة لغزو المغود واحتل الظاهر بيبرس الكرك فاعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها وعاشت الكرك مجدداً حياة هادئة إلى أن احتلها العثمانيون في عام 1516 ونظراً لبعدها عن السلطة المركزية العثمانية تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة . وعاشت الكرك إبان الحكم التركي فترة من التحكم البغيض .
ولعل أفضل ما كتب في الكرك جاء على لسان ابن بطوطة (محمد بن عبد الله 1303 1377) في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار:
"ثم يرحلون الى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وامنعها واشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد. ومدخل دهليزه كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لآنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل ألى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أواماً ألى أن قصده أمراء الشام. واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر. وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين بين أيوب. فقصده الملك الناصر بالعساكر. ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل. وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعاً. ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك. وأقام الركب في خارج الكرك أربعة أيام، بموضع يقال له الثنية. وتجهزوا لدخول البرية ثم ارتجلنا إلى معان، وهو آخر الشام ونزلنا من عقبة الصوان الى الصحراء التي يقال فيها: داخلها مفقود وخارجها مولود. وبعد مسير يومين نزلنا ذات حج وهي حسبان لا عمارة فيها ثم وادي بلدح ولا ماء فيه"
محافظة الطفيلة
هي إحدى محافظات المملكة الأردنية الهاشمية ( الأردن ) توجد فيها أحد أهم وأروع محميات الشرق الأوسط وهي محمية ضانا . تقع المحافظة في الجهة الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 180 كيلومتر.
تعد الطفيلة من أقدم المناطق الأهولة بالسكان ، حيث تعاقبت عليها الامم المختلفة : ابتداء بالادوميين حيث كانت بصيرا عاصمة مملكتهم ، ثم خضعت المنطقة لحكم الانبا إلى ان جاء الرومان ثم انضمت المنطقة للحكم الاسلامي بعد معركة مؤت و اليرموك.
يوجد في محافظة الطفيلة العديد من الاماكن التاريخية و الاثرية والدينية:
قلعة بصيرا: و تعود إلى العهد الادومي .
قلعة الطفيلة : وتعود إلى العهد العثماني .
مقام الصحابي الجليل الحارث بن عمير الازدي.
مقام فروة الجذامي.
حمامات عفرا المعدنية.
محمية ضانا الطبيعية.
محافظة معان
تبعد حوالي 216 كيلومتراً جنوب عمان وعلى الرغم من كونها اشتهرت تاريخياً إلا أنه لم يعثر فيها على أية بقايا أثرية. فقد عمر معان بني أمية وبنوا فيها لإبن السبيل مرفق وهي مدينة قوم شعيب وخدمت كموقف للحجاج تقام بها سوق في غدوهم ورواحهم. وجعلها الهاشميون موئلاً لقدمهم فقد نزل الأمير عبد الله فيها يوم 11 تشرين الثاني عام 1920 حيث استقبله أشرافها وشيوخها مرحبين مهللين وكان وصوله بعد أربعة أشهر من اعتداء الإفرنسيين على استقلال سوريا . وباتت معان ملتقى الأحرار من الأمة لكن تجمع الوطنيون والأحرار السوريين والعراقيين في عمان ونظراً لوقوعها في منتصف المنطقة من جهة ولارتباطها بخط سكة الحديد من جهة أخرى جعلت الأميؤ ينتقل إليها.
محافظة العقبة
تقع في جنوب الأردن وتبعد مسافة 330 كيلومتراً عن عمان وسميت بهذا الإسم لوعورة الطريق المؤدي إليها.
ويعود تاريخ العقبة للقرن الثالث قبل الميلاد إذ كانت مدينة نبطية ومخرجها على البحر إذ كانت القوافل التجارية النبطية القادمة من مصر وفلسطين تتوقف فيها قبل التوجه إلى البتراء ومنها إلى أسواق الشام والعراق. في العصر البيزنطي كان لهذه المدينة أسقفها ونعمت بالهدوء والرخاء واحتلها العرب وبات لها أهمية خاصة لوقوعها على الطريق المؤدي إلى المقدسات في الأراضي الحجازية. ثم احتلها الصليبيون وبقيت تحت حكمهم حتى حررها الأيوبيون ووقعت العقبة تحت الاحتلال العثماني (1516-1917) الذين أهملوها
وقد قال الرحالة ياقوت قائلاً:
"مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام. قال أبو زيد أنها مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير".
وكتب القزويني:"إنها مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. والآن يجتمع فيها حجيج الشام ومصر من جاء بطريق البحر".