يقول الكاتب غاري اتشمان
(( الحب)) كلمة مهمة جدا ولكنها مربكة للغاية .
فالمفكرون الدينيون والدنيويون على سواء متفقون على أن للحب أو المحبة دورا اساسيا في الحياة وان الحب امرا رائع من كل وجه وان المحبة تجعل العالم يدور والاف الكتب والاغاني والمجلات والافلام مرصعة بهذه الكلمة
وقد قرر علماء النفس أن حاجة الانسان الى الشعور بأنه محبوب هي حاجة عاطفية اساسية عند البشر وفي سبيل الحصول عليها نتسلق الجبال ونعبر البحار ونعمل المستحيل
يتكلم الكاتب هنا عن الحب عند الاطفال والمراهقين فيقول:
قال طبيب مختص في الطب النفسي للاطفال والمراهقين(في داخل كل ولد خزان عاطفي جاهز لان يُملا بالمحبة .فعندما يشعر الولد بأنه محبوب حقا ينمو نموا سليما ولكن اذا ظل الخزان فارغا يُسيء الولد التصرف وكثير من السلوك عند الاولاد يدفه اليه فراغ خزان المحبة)
فيقول الكاتب:
لن انسى تلك الفتاة المراهقة الصغيرة التي كانت تُعالج لاصابتها بمرض منقول جنسيا وقد ذهل ابواها وانفطر قلبهما وثارت ثائرتهما عليها وعلى المدرسة .وفي اثناء محادثتي لتلك الفتاة فصت عليّ خبر طلاق ابويها وهي في السادسة من عمرها
وقالت(ظننت والدي رحل لانه لم يكن يحبني . ولما تزوجت والدتي وانا في العاشرة شعرت بأنها حصلت على من يحبها واما انا فلم يكن لي من يحبني كنت شديدة الرغبة في أن يحبني احد والتقيت ذلك الشاب الذي لاطفني وجعلني اعتقد انه يحبني
فما كدت أُصدق . ولم اكن ارغب في تجربة الجنس بل كنت اتوق لان أُحب)
لقد كان خزان المحبة عند هذه المسكينة فارغا عدة سنوات
ولقد تولت امها والزوج الجديد العمل على تلبية حاجاتها المادية لكنهما لم يدركا الصراع العاطفي الشديد الناشب في داخلها
يقينا انهما احباها وقد ظنّا انها شعرت بمحبتهما لها........... ولم يكتشفا الا بعد فوات الاوان انهما لم يكونا يتكلمان معها بلغة الحب الاساسية عندها
غير ان الحاجة العاطفية الى المحبة ليست مجرد ظاهرة طفولية .بل هي حاجة تلازمنا حتى سن الرشد والزواج وتستمر بعدهما . واذا كان اختيار العشق يسد تلك الحاجة وقتيا فهو حتما وجبة سريعة وله اجل قصير يمكن التنبؤ بنهايته.................................................................................
في لب الكيان البشري تكمن رغبة في التمتع بالدفء العاطفي
وفي تلقي المحبة من قبل انسان آخر يكون على الخصوص من الجنس الآخر
وما كان الزواج الا لتلبية هذه الحاجة الى الدفء العاطفي والمحبة
اخوتي واخواتي سأنقل لكم في المرة القادمة ابقاء خزان الحب ممتلئا عند الزوجين
اشكر متابعتكم