"بمعونة السماء لقد فتحت لكم امبراطورية عظيمة.
لكن حياتي كانت قصيرة للغاية لتحقيق غزو العالم. هذه المهمة تركت لكم "
جنكيز خان
(أرض المغول)
عاش المغول في وسط آسيا بين سيبريا شمالا و الصين جنوبا . تتكون تلك الاراضي من جبال علية متوجة بالثلج وصحراء غوبي الصخرية الواسعة ، الا ان السهوب الفسيحة تشكل معظم البلاد.
وأول من غامر بعبور هذه الأراضي الغريبة والمغمورة هم التجار العرب والصينيون .
(وصف المغول وشكلهم):
صورة جنكيز خان في متحف القصر الوطني في تايبيه، تايوان.
يشبهون هنود امريكا الشمالية ، فهم قصار ممتلئين بارزين الوجنتين وبشرتهم ضاربة الى الصفرة .
حالهم :
كانوا فرسانا متمكنين رحالة على صهوات جيادهم بحثا عن المراعي الغضة ( ما بها زرع ) وكانوا يعيشون في قبائل تتقاتل دائما فيما بينها فالحرب جزء هام من حياتهم ولا يحصل على افضل المراعي أو اماكن الصيد سوى القبائل التي يترأسها (الخان) او القائد .
بداية القصة
ولد تيموجين من قبيلة (كيات) حوالي عام 1162م وشب ليوحد القبائل ويصبح جنكيز خان او خان الخانات .
واسم تيموجين يعني (الفولاذ القوي) ، كان ابن زعيم القبيلة يدعى ( يسوغاي خان) كما ان اسرت امه من قبل قبيلة اخرى منافسة .
كانت القرية مجموعة متراصة من الخيام التي تسمى (يورته) وعندما كان في التاسعة من عمره خطب الى ابنة زعيم قبيلة مجاورة ، فذهب ليعيش في قريتها، امضى تيموجين اربع سنوات بعيدا عن اهله و عندما عاد وجد اباه قد مات ، وحينها تردد فرسان قبيلته ان يسلموا الى غلام زمام القبيلة فبدؤا ينفضون من حوله واحدا تلو الأخر ولم يبق له سوى اسرته وبضع الخيل القليلة ، اخذت القبائل المنافسة تتقفى اثره حتى وجدوه فأسروه ولكنه هرب ولم يستطيعوا ان يمسكوا به ثانية ثم بدأ يزور خيام مقاتليه بجرأة ليطالبهم بحق الموالاه فعادوا اليه واصبحت الكيات قوية مرة اخرى .
كان تيموجين كريما مع رجاله فنظمهم في وحدات تتألف الواحد من 1000 رجل ودربهم اشد تدريب على اساليب القتال.
وعندما أغارت عليهم قبيلة منافسة هزمهم تيموجين وتقول الأساطير انهم سلقوا احياء .
أصبح تيموجين وفرسانه أكثر المقاتلين إثارة للرعب في السهوب ، كان تيموجين يعرف ان قوة المغول في وحدتهم ، وفي عام 1206 غقد مجلس كبير ليختا القائد الذي سيقود القبائل كلها فصوت الجميع على تيموجين واعطوه اسم جديد
( جنكيز خان).
وفي شتاء عام 1211 اجنمع جنكيز خان برجاله قد اتجه بفكره الى غزو امبراطورية الصين العظيمة .
أرد جنكيز خان ان يمتحن قوة جيشه فهجم اولا على مملكة ( هسي هسيا ) الشمالية . وهناك تمرن المغول على الحصار لأول مرة. ولكنهم هربوا مزعورين عندما أطلقت عليهم الصواريخ . الا انهم سرعان ما تعلموا واتقنوا فنون الحرب الجديدة.
لم يستطع السور العظيم انقاذ الصين من المغول اذ فتحه المغول وعبروا خلاله ونهبوا الريف واستمرت حملاتهم 3 سنوات فكانت سرعتهم عظيمة تذهل الجيوش الصينية.
احرق المغول المدن الكبرى واتجهوا نحو كوريا فهزموها وفي عام 1214 فر المبراطور من بكين . وبحلول عام 1217 كانت الصين كلها في قبضة جنكيز خان ثم عين حاكما ليدير امورها ثم عاد الى السهوب محمل بالغنائم .
رغم ان جنكيز خان اصبح الان سيد اسياالا انه مازال متعطشا للغنصارات خصوصا عندما عرف بخيرات ايران وتركيا فأصدر اوامره الى مقاتليه واتجه نحو الغرب على رأس جيش من 250000 مقاتل ومليون حصان .
ولم تستطع ايران الصمود وهرب المدافعون عن بخارى بمجرد رؤيته . واستعمل االمغول الاسرى كدروع بشرية اثناء حصارحم لسمرقند ثم دخلوا المدن وحرقوها بمبانيها الرائعة .
سيول الغضب:
خارطة سياسية للعالم قبل غزوات جنكيز خان.
كانت السرعة والمفاجأة هم سلاح المغول . فكانوا اسرع من اي جيش حاربوه .
كان لكل رجل خمسة خيول وحوالي 18 موظفا وكان الفارس يمتطي جواده يوما ثم يطلقه ليرتاح اربعة ايام .
كان المغول دائما يطاردون الجيش الهاب بسرعة خارقة حتى انهم كانوا يدخلون المدينة قبل ان تتكمن من اغلاق ابوابها ، وكانوا احيانا يتظاهرون بالتراجع ثم بمجرد ان تتفرق جيوش الاعداء يعاودون الهجوم بسرعة قصوى . وكانت اهم الحيل اليهم احراق العشب ثم الهجوم تحت ستار اللهب والدخان.
لعنة العالم :
وفي مدينة هيرات لم يترك المغول سوى 16 شخصا على قيد الحياة ، واما في ميرف فصنع المغول من رؤوس سكان المدينة كومة كبيرة وحتى جثث الموتى قطعوا رؤوسها خوف ان يكون اهل القرية قد تظاهروا بالموت وفي مدينة اوغنسي حول مجرى النهر كي يغرق البلدة.
عبر الجيش جبال القوقاز واشتبك المغول لاول مرة مع الأروبين المسيحين فغلبوهم وتقدموا عبر روسيا .
انتشرت اخبار انتصارات المغول في طول اوروبا وعرضها وروى المسافرون حكايات مرعبة من وحشيتهم .
فتوجهت انظار اوربا خوفا نحو الشرق .
جنكيزخان الفاتح المغولي (1162-(1227
الحملات العسكرية خلال حكم جنكيز خان.
جنكيزخان مؤسس الدولة المغولية، نال شهرة واسعة كأحد أبرز القادة العسكريين قاطبة. ولد جنكيزخـان على ضفاف نهر أونـون بين قبائـل المغول في عائلة قوية النفوذ، وحمل اسم تيموجين. في الثالثـة عشـرة من عمره قُتل والـده في صراع قبلي ونُفيت العائلة خارج القبيـلة. وازداد الأمر سوءاً حين عاودت إحدى القبائل هجومها فأسرت تيموجين وأحاطت عنقه بحبل غليظ لمنعه من الهرب، إلا أن الشاب المراهق تمكن من تحرير نفسه ليشتهر بين أبناء جيله بالمقاتل الشجاع.
منذ مطلع شبابه، عمل تيموجين على جمع القبائل المغولية معتمداً الحروب والزواج والوعود بالمغانم، ومع بلوغه الخامسة والعشرين كان قد وحّد جميع القبائل المغولية تحت راية واحدة، وفي العام 1206 شرع بفتوحاته الكبيرة بعد أن أعلن نفسه "جنكيزخان" أي الإمبراطور. أنشأ جنكيزخان جيشاً قوياً ونظّمه على التدرج العشري، فكانت وحدة الميدان تتألف من عشرة آلاف فارس، والوحدة التكتية قوامها ألف فارس. وهناك الكوكبة وعديدها مئة محارب، ثم الجماعة وقوامها عشرة محاربين. وكانت جميع هذه الوحدات معززة بالخيول والأسلحة الفردية.
اعتمد جنكيزخان في إنشاء جيشه مذهب الشعب المسلّح فسبق بذلك أوروبا ستة قرون، كما اعتمد خطة الحرب الصاعقة ليسبق بذلك الألمان بثمانية قرون. بالإضافة الى جيشه الجبار، كان للفاتح المغولي حرسه الإمبراطـــوري المؤلف من احتياطه العام. كما أوجد مصلحة عامة للاستخبارات، وأنشأ طابوراً خامساً في الدول المجاورة، معتمداً في ذلك على الهدايا والوعود والزواج. في العام 1211 شن جنكيزخان حملته الكبيرة على الصين، فأسقط أسوار بكين العظيمة، ثم تابع زحفه حتى كوريا.
وفي العام 1218 قام بغزو تركستان الشرقية مدمراً بذلك امبراطورية "قره خيتاي". أما حملته الكبيرة فكانت على امبراطورية الخوازميين التي كانت حدودها تمتد حتى نهر الهندوس والمحيط الهندي وبحر الخزر وبلاد ما بين النهرين، فاجتاحها بعد حروب طويلة وعنيفة فقد فيها أكثر من نصف رجاله.
في العام 1227 مات جنيكزخان بعد أن حقق بفضل أساليبه العسكرية الذكية أوسع امبراطورية عرفها العالم، اذ امتدت فتوحاته في اقل من ثلاثين عاماً من المحيط الهادئ الى نهر الدنييستر، ومن سيبيريا حتى سهول الهند. أما الصين ودوقيات أوروبا، فقد أرغم حكامها على دفع الضرائب له، حتى أن البابا ولويس التاسع الفرنسي أرسلا اليه البعثات الديبلوماسية لاسترضائه. بنى جنكيزخان امبراطوريته على أسس دينية تقر بإله واحد، وأبقى تسلسل الطبقات حيث كان في القمة عائلة جنكيزخان التي تستولي بنفسها على البلاد المحتلة، تليها طبقة النبلاء، فطبقة الرجال الأحرار أو المحاربين، ثم طبقة العبيد وهم من غير المغول. كما أبقى على التنظيم العشائري، لكنه كان يحتفظ لنفسه بصلاحية تنظيم العلاقات بين الطبقات والعشائر وتحديدها.
صورة متحركة توضح الزحف المغولي الكبير
موت القلب الحجري ( جنكيز خان):
عند وفاة جنكيز خان عام 1227 كانت الإمبراطورية المغولية تمتد من المحيط الهادئ حتى بحر قزوين، أي أنها كانت تبلغ في حجمها ضعفي حجم الإمبراطورية الرومانية ودول الخلافة الإسلامية.[6] ثم توسعت لأكثر من هذا في العهود التي تلت، تحت حكم من أتى من ذريّة الأخير.
عاد جنكيز خان الى وطنه في السهوب بعد حملاته الطويلة في المغرب والمشرق .
وفي عام 1227 مات جنكيز خان اثر وقوعه أثناء الصيد بعمر يقارب 65 عاما ، لم يعرف مكان قبره سوى القادة فقد قتل حرس الخان كل من شاهد علابة الجنازة في رحلتها الى بورخان كالدون حيث دفن مع اسلحته و ثلاث احصنة ( مهر وفرس وجواد) . وهكذا انتهت قصة هذا القلب الحجري